الجمعة، يناير ١٨، ٢٠٠٨

إلى أين يسير القطار ؟




كنت أستمع لإذاعة البي بي سي الإخبارية وكانت تجري حوارا مع خالد يوسف مخرج فيلم"حين ميسره" وعندما سأل عن النقد الذي وجه لفيلمه من أنه يحتوي على مشاهد مثيرة وغير لائقة بمجتمعاتنا بهدف تحقيق رواج للفيلم بين أوساط الشباب

فنزل جوابه علي كالصاعقة فقال ( الجنس مبقاش حاجة تجذب الشباب لأن الجنس النهاردة موجود في كل مكان علي النت وفي الجرايد والمجلات والشوارع )

فهل أصبحت الإباحية في بلادنا شيئا عاديا ؟


وهل ضاعت ثقافتنا الإسلامية وأصبحنا مجتمعا غربيا ؟


وهل يطلب سيادته منا أن نستسلم للواقع الذي أحبه فنقبله على إنه شئ طبيعي ؟


مصر عرفت التلفزيون منذ خمسين عاما فقط ثم بدأ الغزو الفكري يزحف نحونا خطوة خطوة فأصبحت المحطات المحلية موضة قديمة

ثم ظهرت الفضائيات ووجد الإستعمار الثقافي مساحة أكبر من الحرية ليبث سمومه فى دمائنا


والآن أوشكت الفضائيات أن تصبح شيئا مملا لا يتابعه إلا العجائز في البيوت


وسار قطار العولمة بل صاروخ العولمة قاسيا لا يرحم ولا يحترم خصوصية لأحد وفرض علينا بالقوة ثقافته الحيوانية المسمومة



وأصبح الإنترنت هو لغة العصر وصار متاحا للجميع في أقل من عشر سنوات فقط من ظهور خدمة الإنترنت في مصر
والآن لدينا خمسة مليون مصري يستخدمون الإنترنت

وللأسف تم ما أرادوه وأصبحت مصر من أكثر الدول زيارة للمواقع الإباحية
وتشير الإحصائيات أن مايزيد على 75% من مستخدمي الإنترنت يستخدمونه في التسليه المحرمة
وتوجد على الشبكة العنكبوتية مايزيد عن أربعة ملايين موقع إباحي أي حوالي 12% من إجمالي عدد المواقع لتلبية طلبات الراغبين


أحد رواد مقاهي الإنترنت أخبرني أن الأطفال يستطيعون بسهولة الدخول على المواقع الإباحية دون أي رقابة
هذا ماوصلنا إليه في بضع سنوات

ورد في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إن مستخدمي "الإنترنت" من الشباب العربي وعلى رأسهم المصريون ممن كان آباؤهم وأجدادهم أطرافًا في الصراع العربي الإسرائيلي لم يعودوا مهتمين بهذه القضية، قدر اهتمامهم بتسجيل أسمائهم في المواقع الإسرائيلية التي تروج للدعارة.وجاء في تقرير بثته على موقعها على شبكة الإنترنت، أن قائمة متصفحي المواقع الإباحية الإسرائيلية التي تقدم خدمتها باللغة العربية يتصدرها المصريون والسعوديون والتوانسة والأردنيون والفلسطينيون
وأكد نير شعر المدير العام لأحد المواقع الجنسية الإسرائيلية، أن شركته تعتمد في الأساس على تقديم موضوعات جنسية تدور حول مجندات وشرطيات إسرائيليات يمارسن البغاء، نظرًا لأنها سلعة مرغوبة ومفضلة لدى الجماهير العربية


وللأسف فإن ظاهرة العولمة ليست ظاهرة ذاتية نستطيع أن نتجنبها وإنما هي ظاهرة موضوعية لا خيار لنا فيها ولكن ما نستطيعه هو محاولة توجيهها لخدمة ديننا وثقافتنا ونشرها والتعريف بها


فنحن لسنا في عداء مع العلم والتكنولوجيا ولكننا نرفض أن يفرض أحد ثقافته علينا أو أن يبث سمومه في دمائنا


وأخيرا هذا ماوصلنا إليه في سنوات معدودة فما هي المحطة القادمة لهذا الزحف الحيواني


وكيف يكون حالنا بعد بضع سنوات ؟


وإلى أين يسير القطار ؟