الأحد، يونيو ٠٨، ٢٠٠٨

لم يكتفوا بقتل البشر


منذ عام تقريبا وقف أحد شباب غزة أمام شاطئ البحر واضعا شاله الفلسطيني على كتفيه ، فهو لا يفارقه كأنه رمز لقضيته .

وقف فاتحا ذراعيه يستنشق نسيم البحر لعله يغسل مابصدره من هموم وآلام .


وقف يملي عينيه من زرقة البحر وزرقة السماء لعله ينسى لون الدماء ومناظر القتلى والجرحى والمشردين .


وقف يمتع أذنيه بهدير أمواج البحر لعله ينسى أصوات الرصاص وبكاء الأطفال وصرخات الثكالى .




وهاهو في هذا العام يفر كعادته من مشاهد الجوع والقتل والتشريد والظلام ، يفر إلى البحر حيث اعتاد .

لكنه فوجئ بأن مياه البحر الزرقاء قد اسودت ، وهدير أمواجه كأنه صراخ وبكاء ، حتى ذلك النسيم الذي كان يذهب همه تحول إلى رائحة كريهة يفر منها الناس .


فقد اختلطت مياه الصرف الصحي بمياه البحر بسبب نقص الوقود وتعطل محطات معالجة مياه الصرف الصحي ، ولم تجد طريقا إلا البحر .


وليتها اكتفت بقتل ذلك المنظر الجميل على شواطئ غزة ، وإنما يتوقع أن تمتد الكارثة لتصل إلى شواطئ سوريا ولبنان وشمال سيناء، وقد تصل إلى شواطئ قبرص واليونان .


ويوضح الخبراء أن التأثيرات العضوية لهذه الملوثات ربما يشعر بها المصطافون هذا العام؛ فمن المتوقع أن يلاحظوا تغيرًا في لون المياه أو روائح كريهة منبعثة منها، أو بعض التأثيرات الحيوية التي تلاحظ بالعين المجردة مثل زيادة أعداد ما يعرف بقنديل البحر"Jelly Fish" نتيجة موت نوع معين من السلاحف البحرية التي تتغذى عليه، ويظهر ذلك بوضوح في مدينة العريش في سيناء نتيجة إخلال التلوث بالتوازن البيئي .


فقد أرادت إسرائيل قتل الطبيعة ولم تكتف بقتل البشر